Sunday, June 04, 2006

حرية المرأة

في زحمة حديثنا عن الحريات هذه الأيام وفي ظل هذا الصخب من النخبةالمثقفة التي ادعي انتمائي اليهاورغم انني أحد محدثي هذه الجلبة عن الحرية وأكثر المطالبين بها الا وأحد أهم احلامي لهذا البلد ان يصحو يوما ليجد نفسه حرا لأول مرة في التاريخ ولكني كنت أتأمل أحوالنا في هذه الأيام وكنت في مرات كثيرة سابقة تحدث فيها انتهاكات للحريات أقول أكيد الناس مش حتسكت المرة دي وكالعادة يخيب الناس ظني ويسكتوا الا انه في الأونة الأخيرة وفي ظل ما حدث من ممارسات قمع وانتهاك حريات وهتك اعراض وايه عيني عينك وصوّر يا مصوّر ولا هاممهم جزيرة ولا غيره كنت رغم مرارة ما يحدث أحس بسعادة غامرة داخلي وأقول لنفسي بيّنها قربتوأكيد الناس مابقاش عندها صبر خلاص وهي دي القشة اللي حتقصم ظهر البعير وتخّليه يطلع عين البقر اللي حاكمه الا انني أفقت من أحلامي علي حقيقة مذهلة كانت غائبة عن ادراكي رغم وضوحها امامي وضوح الشمس لكن أحيانا الحقيقة تغيب عن العين من كثرة تكرارها أمام العين الي حد الاعتياد ونسيان ان هناك أمرا غير طبيعي من طوال تكراره الحقيقة المّرةهي اننا شعب لا يريد الحرية لأنه أدمن القهر وتعايش معه وأحبه واحنا بما اننا عشريين فحتي القهر والكبت بقوا صحابنا وحبايبنا وبجد أنا لا أقول تلك الحقائق تهكما أو سخرية لكنها الحقيقة اللاذعة المؤلمةوتعالوا نفصّل الحرية الي حتة حتة ونشوف احنا بنتعامل مع الحرية كشيء مطلوب ومحمود والا شيء مذموم نبتدي بحرية المرأة اللي هي أساس أي حرية فأي مجتمع يستطيع ان يمنح نصفه حريته يستطيع بعدها ان يتعاطي أي حرية نحن كثيرا ما تكلمنا وربما منذ عقود كثيرة مضت عن حرية المرأة وضرورة ان تنال المرأة حريتها تعالوا دلوقت نشوف وصلنا لايه ومحدش يقوللي الناس هنا ممكن تخاف ده بعيد عن السياسة يعني انت حتدي الحرية لأختك وزوجتك وبنتك أمك لأ طبعا لأن الوالد هو اللي يديها حريتها شوفوا حتي الحرية ومفهومنا عنها ان لازم حد يديهالنا كأنها مش حق طبيعي وأساسي كالماء والهواء طبعا الأخذين بظواهر الأمور حيقولوا هوّ فيه حرية للمرأة أكتر من كده شوفهم ماشيين ازاي في الشوارع كأن مفهوم الحرية لديهم تم أختزاله في الجينز الضيق والبدي الاستموك ل يا مجتمع شيزوفرنيا يحب يشوف حرية غيره وميقدرش يواجه نفسه الحرية ان تعامل المرأة كبني آدم كامل له نفس الحقوق وعليه نفس الواجبات كامل مش ناقص أهلية يكون ليها حق في كل شيء حق الاختيار في الدراسة في الأصدقاء في العمل في الزواج ولا ننظر لغير المتزوجة أو اللي اتاخر عدلها يا عيني نظرة مش هي ونقول حسرة علي الشابة الحرية التي تمنح للمراة هي ان نخرجها من قفص الجنس الذي حبسناها في منذ عصور الجاهلية وحتي تلك اللحظة كأنها خلقت لأداء وظيفة واحدة هي امتاع الرجل حاجة ضد الطبيعة أصلا وتخلينا مش نتأخر لعصور الجاهلية لأ نرجع للعصر الحيواني -معذرة لبتوع التاريخ مش عارف الاسم الحقيقي لعصور ما قبل الانسان-وأي راجل في مجتمعنا هذا والذي يؤسفني انني واحد منه وأحد هؤلاء الذين يحلمون له بالحرية التي لا يعرف ولا يريد حتي قشرتها يعتبر ان حرية المرأة عار بل المرأة نفسها عار ومفهوم الشرف لديه هو المرأة فطالما حافظ علي حريمه فهو شريف يمشي رافعا رأسه مش مهم بقي البيه حشّاش حرامي خمورجي بتاع ستات -حتي دي فيها ظلم للمرأة فالرجل يبقي تمام وميه ميه لو بتاع ستات والست لو بتاعة رجّالة تبقي فاجرة طب ما الاتنين زفت وزبالة اشمعني بنبصله باعجاب ونبصلها باحتقار- الغريب والأعجب ان سيدات وآنسات هذا المجتمع العظيم الذي يخاف من االحرية خوفه من الايدز والظاعون يحملون نفس الأفكار ومعلش مع احترامي للقلة التي رأيها من نساء علي درجة من الوعي والذين يعزفون منفردين في شوارعنا في المظاهرات ورغم انني ارفع لهّن القبعة احتراما واجلالا الا انهّن وللأسف قلة قليلة جدا ففي نقاش اخير لي مع زميلاتي في العمل وللعلم أنا أعمل مع 8 سيدات في المكتب وكلهّن جامعيات ومن كليات القمة حول لقاء هالة سرحان مع أجمل سيدات مصر علي الاطلاق د.نوال السعداوي الا انني فوجئت بهّن جميعا يهاجمون البرنامج وهالة سرحان ود.نوال ويصفونهم بأبشع مما كنت أتصور فلم أكن أتصور ان يكون الهجوم علي السيدة الانتحارية التي أضاعت عمرها دفاعا عن حرية المرأة ان تطعن ممن ضحت من أجلهن بس اتضح لي ان المشكلة مش فيهم المشكلة ان ده شعب لا يعرف الحرية فهو مقهور منذآلاف السنين من أيام الفراعنةوكل اللي ييجي يحكمه سواء من الداخل أو الخارج يقهره اكتر وأكتر لحد ما أصبح القهر سلوك يومي يمارسه المرء ويمارس ضده بشكل روتيني لأ وايه كلنا محترفين قهر تلاقي الب يقهر بنته والأخ كذلك والزوجة تقهر الزوج في بعض الأحيان يكون هو القاهر لها ورب العمل يقهر من يعملون لديه وسلسال القهر يمشي في العمل وانت نازل الأكبر يقهر الأصغر وهكذا والمدرس يقهر الطلبة والواد يقهر البت بتاعته وفي أحيان أخري لو الواد مريّل عليها تقهر اللي جايبينه وتعوض قهر أبوها وهكذا كله بيقهر كله وخلاص جت علي حسني مش عايزينه يقهركوا ما هوا كمان كان مقهور سنين طويلة سواء في الجيش أو كنائب خليه بقي يقهركوا شوية جتكوا قهرة

11 comments:

Bella said...

يعني ضروري تقلب علينا المواجع.

ببساطة شديدة نحن نتحدث فقط ولا ننفذ

او بمعنى ادق نحن نتشدق بشعارات لانريد اصلا ان ننفذها ولانريد حرية ولايحزنون.

ربما نريد يحزنون

المجتمع المقهور الذي تربى فيه الجميع على القهر يمارس القهر على من حوله وفي كل وقت ولا يريد ان يتخلى عن قهره ويستبدله بحريته لان القهر اسهل وخصوصا اذا مارسته على من تشهر في وجهه السلاح.

ستقول واي سلاح يشهره المجتمع في وجه المرأة

المجتمع يقهر المرأة بوسائل كثيرة ولديه من الاسلحة الكثير ليشهره في وجهها اذا فكرت ان تصدق انها حرة.

وانا لااتحدث عن حرية الملبس والخروج والمكوث في الشارع لوقت متأخر ومانراه من وسائل اساءة استغلال للحرية فممارسي هذه النوعية من الحرية لسن بحاجة للمطالبة بها لانهن انتزعنها وانتهينا.

انا اتحدث عن الحريات التي كفلها الاسلام للمرأة وحرمها منها المجتمع بوسائل مختلفة ومتخلفة وبدعاوى وحجج واهية وكلما فتحت فمها متذمرة من اي ظلم يقع عليها يتم ارهابها بأسلحة الدمار الشامل المتمثلة في تفسير المجتمع الخاطئ للحرية واساءة البعض لاستخدامها وهلم جرة .

فالمجتمع من على المرأة بالتعليم وشجعها عندما تفوقت ولكنه عاقبها على تفوقها بالعنوسة مثلا لان عدد كبير من رجالنا الاشاوس لايرضون بالزواج من إمرأة ذكية او مثقفة او ماشابه ويبدأ في قهرها تارة بطلب تركها لعملها بحجة ان المرأة التي لها مصدر دخل لايستطيع الرجل ان يفتح فمه امامها لانها قوية ومفترية !!!

ومرات بدعوى ان المرأة العاملة غالبا ماتهمل بيتها واولادها ويتفنن المجتمع في وضع العراقيل الواحدة تلو الاخرى لإثبات نظريته التي مؤداها ان المرأة الناجحة في عملها فاشلة في كل شيئ وهكذا.

تماما كما يفعل السائق الذي يزنق بسيارته على السيارة المجاورة التي تقودها واحدة ست وعندما تنحرف قليلا عن الطريق يقهقه مرددا انها لاتعرف السواقة لانها واحدة ست !!!

وقائمة القهر طويلة

ربما اعود للحديث في هذا الموضوع

نسيت اقول حاجة قبل ماامشي

غالبا مايتذكر المجتمع حقوقه ولايقوم بواجباته
يعني المجتمع يتذكر حقوق الرجل على المرأة ويظل يرددها على مسامعها اناء الليل واطراف النهار وعندما تتحدث معه عن حقوق المرأة اي واجباته تجاهها يصاب الجميع بالزهايمر

وتحياتي لمجتمع معاف البدن صحيح العقل وحر بحق

Bella said...

نقصطة اخرى نسيت اقولها ولا اعرف طريقة تعديل التعليق لاضيفها على ماسبق قوله.

من المحزن ان المرأة تمارس القهر على المرأة اكثر مما يمارسه باقي المجتمع.

فعندما تتعرض اي امرأة لظلم ما او قهر من المجتمع تجد ان اغلب من يقف ضدها ويلهبها بألسنة حداد ويطعنها بسهام مسمومة نساء مثلها ربما تعرضن لقهر مماثل

لااعرف حتى الآن لماذا وماتبرير هذا التصرف.

عشقك ندي said...

bella شكرا عليالتعليق وشكرا اكتر علي ان فيه لسه ناس فاهمة
NEFERTITI
شكرا علي المورو والتعليق و مساؤك سعيد

عشقك ندي said...

النوبي انا ماعنديش عقدة نوع لكن للعلم انا مذكر سالم

Bella said...

النوبي

معلش مافهمتش انت بتوجه كلامك لي انا ؟؟

عشقك ندى

اشكرك وربما اعود للتعليق لاحقا

Khaled gad said...

كلامك فعلا كويس زى ما كل الناس قالوا , و فعلا كتير فى مصر فاهم الحرية غلط , و ان كان فيه رجاله بيعاملوا سيدات كما لا يجب ان يعاملوا فلا ننسي ايضا ان العكس ايضا موجود , كلا الجنسين فيهم الحلو و الوحش .. و كلا الجنسين محتاجين لاعادة تعريف الحرية فى قاموس حياتهم .
بس ليا عتاب عليكى ... الحرية فر رأيي غير مطلقة .. رغم ان اسمها حرية الا انها ليها سقف و خطوط حمراء .. و لا يوجد شئ مطلق نعرفه غير الله عز و جل .. فعندما تطاول الدنماركيين على رسول الله - صلى الله عليه و سلم - احتموا بمفهوم الحرية و ذلك بعيد كل البعد عن الحرية , المهم , الدكتورة نوال السعداوى تعدت الخطوط الحمراء , و رغم انى من المطالبين بالحرية و الباحشين عنها , الا اننى لا اكن لهذه السيدة اى احترام و الكل يعرف ارائها عن الاسلام و تعاليمه و كيف انها هاجمت كثير من تعاليم الاسلام رغم انها غير مؤهلة للكلام عن الاسلام اساسا , و وصفك لزميلاتك بالغباء و الجهل ليس فى محله , و ليس كل من يخالفك لا يفقه شيئا , فالعالم كله بعلمائه و جهاله ظل معتقد ان الارض مسطحة لعقود من الزمان
رغم انى من محبى الحرية بس مش معناه انى اقف ورا كل واحد بيقول لأ , افكر و اعقل و بعدين اخد موقف

Khaled gad said...

معلش ان كنت افتكرت كواحدة, سوء فهم منى , اعتذاراتى

change destiny said...

If a woman smokes she's a bitch .
If a man smokes he's a gentleman .

double standards everywhere

karakib said...

مجتمعنا المنغلق الذكوري لا يستوعب الصداقة بين الرجل و المرأة دائما يوجد حدود و أسوار خوفا من انطباعات الناس القاسية بعض الشيء التي تمس التربية و الشرف أحيانا
ما الحل؟ إننا بشر نتعامل و نحتك ببعض في حياتنا كل يوم و بصورة مستمرة و في النهاية يقع اللوم و العتاب علي البنت فقط!
الحل من أثنين يا نصبح جميعا توع واحد و الأفضل ذكر طبعا يا نرجع مئات السنين و يعتكف السيدات في البيوت و يطلوا علي سي السيد في المشربيات و هو عائد أخر النهار
3ala fekra ana ba7terem gidan gidan fekr el doctora nawal el sa3dawi we mo2mena bekol shi2 bet2oloh bas mogtama3na el zokoury msh mstaw3eb el 7oreya .. wala el gara2a .. lel 2asaf mogtama3na dah .. mabda2o fe kol 7aga "e3mel kol 7aga fel mesta7'aby el nass te7termak" !!!!!!!!!!

antika

عشقك ندي said...

change destiny:معلش ماهو مجتمع مايستاهلش عقب السيجارة حتي آخرته عود الكبريت اللي بنولع بيه السيجارة نولع بيها فيه ونخلص
antika :حكاية نوع واحد دي مش حلوة أنا شخصيا لا استغني عن المرأة في حياتي من غيرها تبقي اخييييييييييي خالص هي صحيح اخي بيها برضه بس من غيرها صعبة قوي
ثانيا لو مقتنعة بفكر مستنير ومؤمنة بيه سيبك بقي من المجتمع ذو الدماغ اللي شبه الفسيخة لأنه مافيش منه رجا هو كدهكده رايح في داهية وده مصير التخلف لازم يدفعوا التمن فنصيحة سيبك منهم وخليكي بدماغك الكويسة وماتسمحيش لحد يرمي فيها بلاوي

layal said...

ليست مجتمعاتنا من تحمل فقط هذه النظره جميع الشعوب تحمل هذه العقدة ولكن طرقها تختلف ورغبتها بالتغيير يختلف
تحياتي