Saturday, January 21, 2006

لو بطلنا نحلم نموت

الذي يتأمل أحوال الناس هذه الأيام يستشعر شيئا غاية في الأهمية والخطورة وهو الاحساس العام باليأس وانه مافيش فايدة وطبعا دي مش ظاهرة جديدة لأننا في البلي الأزرق اللي احنا فيه ده من ربع قرن بس لما توصل الأمور ان كل اللي تقابله يشتكيلك صعوبة الحياة وخوفه من بكره ويلعن في البلد والظروف والدنيا كان زمان ده ممكن من شاب لسه متخرج ومش لاقي وظيفة أو آخر بيبتدي حياته وعايز يتجوز والأحوال مش متظبطة معاه لكن ان يتسلل اليأس للشباب الصغير اللي لسه في ثانوي مثلا أو سنوات الجامعة الأولي هنا فيه حاجة خطيرة بجد أنا عايز اي حد يسأل اللي حواليه بكل الأعمار وكل الفئات وكل الطبقات عن أحوالهم ويرصد خطورة الموقف أنا عارف ان فيه ناس حتقول ما كل ده معروف ومش جديد بس أنا باختلف وشايف ان الأمور لما توصل لهذا الحد من اليأس وفقدان الأمل في بكره والناس متنحة ومش عايزة تتحرك أو تأخد موقف يبقي حاجة من اتنين يا الناس دي فقدت الاحساس وتبلدت مشاعرها وتلمت لدرجة عدم تأثير أي شيء فيها أو انها قد توفّت الي رحمة الله تعالي وماتت وشبعت موت وبالتالي مافيش ميت بيحس باللي بيتعمل فيه وفي كلتا الحالتين النتيجة واحدة انها خلاص راحت ومافيش فايدة علي رأي سعد زغلول لما قالها واتّكل
الغريب في الأمر ان النظام اللي فاكر انه مسيطر علينا لحد انه يعمل فينا ما يريد وقت ما يري واحنا ولا هنا مش مدرك الظاهرة دي او مش قادريعطيها القدر الكافي من الاهتمام أو معندوش القدرة التحليلية لخطورة الموقف هل هو غباء النظام أم غروره أم جهله .........عموما أنا شخصيا من أسعد الناس بعدم ادراك النظام لتلك الظاهرة أو علي الأقل عدم اعطائها قدرها الكافي من الاهتمام لأني أعلم ان أهل هذه البلد لم يفقدوا الاحساس بعد وأيضا لم يموتوا لكنهم بيخزّنواوبيشيلوا في قلبهم ليوم الانتقام اما النظام فبتجاهله لهم فهو بيحفر قبره بأيده زي محمد أبو سويلم في الأرض مع الفارق انه كان محترم وجدع وراجل وهما لا محترمين ولا رجالة واستنوا يا ولاد الوسوس اللي حيحصلكم

Saturday, January 07, 2006

عا لم الجنس في العقل العربي

تذكرني قصة الجنس في العالم العربي، بالقصة القديمة عن التلميذ الذي يتدرب عند الساحر والفيل الوردي فبعد أن يشرح معلم الكيمياء الى تلميذه، الخطوات المعقدة التي يجب اتباعها في صنع الذهب، يضيف قائلاً: (ان الأمر المهم جداً، خلال العملية كلها، هو أن لا تفكر بالفيل الوردي أبداً) وبعد أن اصبح التلميذ متأثراً بهذا التحذير بشكل تام، حاول يائساً أن يراعيه بالاحتراس من التفكير فيه، ولكن بالطبع، لم يكن قادراً على إبقاء هذا الموضوع الممنوع بعيداً عن تفكيره. وأخيراً، كان عليه أن يوقف محاولاته لصنع الذهب، وبألم عاتب سيده قائلاً: (لماذا يا سيدي؟ لماذا طلبت مني أن لا افكر بالفيل الوردي؟ فلو انك لم تطلب ذلك مني، لما فكرت فيه أبداً).
ان (الفيل الوردي) في كيمياء الحياة العربية، يعني تحريم التفكير بالجنس ويقوم الآباء وذوو السلطة والاخرون بترسيخ فكرة خطيئة الجنس لدى الطفل العربي وفي الثقافة ككل والتي تحيط الفرد بجو يذكره باستمرار بنفس الموضوع. ان انفصال الجنسين واستخدام الحجاب من قبل النساء، والقواعد الدقيقة الأخرى كافة التي تحكم وتحدد الاتصال بين الرجال والنساء، لها التأثير القوي على جعل الجنس الامر الرئيسي الذي يشغل البال ويمنع الذهن من التركيز في موضوع آخر في العالم العربي. ان تحريم الجنس، ينشئ حالة من التعلق الشاذ حول الموضوع نفسه.
كانت تلك المقدمة لموضوع قرأته في احدي المنتديات وهو فعلا موضوع رائع يشرح مدي سيطرة وحش الجنس علي العقل العربي لدرجة الهوس وهو ما نراه في تعاملاتنا اليومية سواء من أشخاص يقهرهم وحش الجنس لدرجة التقوقع والتخلف خلف أشياء يعتقدون انها تحميهم من هذا الوحش وسواء كان هذا التقوقع اجباري او اختياري فأحيانا يختار المرء الموت هربا من الخوف من شيء بعينه أو علي النقيض يكون الهروب من الشيء بالاتجاه المجنون نحوه وهو ايضا ما نلمحه في مجتماعتنا بشكل ملحوظ وجديد ومفاجيءمن انفتاح غير مبرر دون خلفيات ثقافية سواء لاشكال اللبس أو السلوك التي نراها في شوارعنا اليوم
نحن لسنا مع ولسنا ضدالتحرر أو الاحتشام لكن أن يكون الشيء له مرجعية هذا هو المهم أما ان نفعل القشرة فقط نتيجة خوف أو كبت أو أيا كان من مشاكل نفسية هنا اذن نحن مجتمع يحتاج فعلا لعلاج نفسي جماعي